ما هي غزارة الطمث أو الدورة الشهرية الغزيرة؟
الدورة الشهرية الغزيرة أو غزارة الطمث هي حالة شائعة قد تتعرض لها العديد من النساء. غير أن نزفًا كتدفُق "شلالات نياجرا" ليس ما قد نسعد بحدوثه بالضبط، إلا أنه غالبًا ليس مدعاةً للقلق. حان الوقت لإلقاء نظرة عن قربٍ أكثر.
تختلف كمية الدم في الدورة الشهرية من امرأة لأخرى، مثلُها مثل أي شيء آخر في دوراتنا الشهرية. حتى بالنسبة لامرأة واحدة، قد يتغير تدفُق الطمث من دورة إلى دورة؛ ففي بعض الأحيان قد يكون لديكِ كمية قليلة فقط من البقع الدموية البنية بينما في أشهر أخرى يبدو هذا التدفق وكأنه لن ينتهي. ويُعرف هذا النزف الغزير أثناء الحيض باسم غزارة الطمث menorrhagia، وعلى الرغم من أن هذا قد يبدو مخيفًا، إلا أنه ليس أمرًا ينبغي بالضرورة أن تشعري بالذعر حياله.
إذا كان تدفق الطمث لديكِ في أغلب الأوقات طويلًا أو غزيرًا أو كليهما ، فإن تعلم كيفية التعامل معه إما باستخدام منتجات الدورة الشهرية المناسبة وإما باكتشاف حيَلك الخاصة الصغيرة قد يساعدكِ حقًا في طمأنة بالكِ والشعور بمزيد من الراحة. وإذا كنتِ تتساءلين عما إذا كان تدفقكِ غزيرًا أو عاديًا أو خفيفًا أو بينهما، فواصلي القراءة لمعرفة المزيد.
ما مقدار التدفق الطبيعي؟
إذا كنتِ قد تمعنت من قبل في الفوطة أو السدادة القطنية عند إخراجها وفكرتِ أنه قد يكون لديك ما يكفي من الدم لملء حمام سباحة بالكامل، فأنتِ لستِ وحدكِ - ولكن هذا قد لا يكون دقيقًا بالضرورة. في المتوسط، يتخلص معظمنا من 2 إلى 3 ملاعق كبيرة فقط من الدم (30-40 مل). [1] يعني هذا أننا عادةً ما نقدر كمية الدم المفقودة بمقدار أكبر بكثير مما هي عليه في الواقع. لذلك ما قد يبدو أنه تدفق غزير للطمث قد يكون في الواقع طبيعيًا تمامًا.
ما هو االمقدار الذي يُعتبر دورة شهرية غزيرة؟
من ناحية أخرى، فإن التدفُق الذي يبلغ حجمه حوالي 5 ملاعق كبيرة (80 مل) أو الذي يستمر لمدة تزيد عن 7 أيام لا يُعتبر طبيعيًا. [2] لأن غالبًا لن يكون لديكِ الوقت أو حتى الأدوات اللازمة لتجميع كل دم الحيض وقياسه، لذلك لحسن الحظ، هناك بعض الطرق الأخرى التي يمكنك بها أيضًا معرفة ما إذا كانت دورتكِ الشهرية تميل نحو الجانب الأكثر غزارة أم لا. مثلًا إذا كانت كمية الدم كافية لتتشبع بها فوطة أو سدادة قطنية كل ساعة لعدة ساعات متتالية. [3] أيضًا، عادةً ما تنطوي الدورات الشهرية الغزيرة على جلطات دموية سميكة (قِطع من الأنسجة الدموية) و/أو تسبب تبقّع ملابسك أو سريرك حتى مع استخدام منتجات الدورة الشهرية.
ما أسباب غزارة الدورة الشهرية؟
باختصار، لا توجد إجابة بسيطة لأسباب غزارة الحيض. لا توجد حالة مرضية كامنة لدى حوالي نصف النساء اللاتي يعانين من هذا النوع من التدفق. [4] ولكن هناك بضعة أسباب قد تفسر نزول دورتكِ الشهرية بغزارة:
المشكلات الهرمونية
يمكن للحالات الصحية التي تسبب عدم توازُن الهرمونات أن تؤثر على كمية تدفق الحيض. وذلك لأن الهرمونات (لا سيما هرمون الإستروجين وهرمون بروجستيرون) هي المسؤولة بشكل أساسي عن كل ما يتعلق بدورتكِ الشهرية، لذلك إذا تعرضت الهرمونات لأي مشكلات، فقد يتغير نمط الدورة الشهرية لديكِ بناء على ذلك. يمكن أن تتسبب حالات مثل متلازمة تكيس المبايض (PCOS)، وبطانة الرحم المهاجرة، ومشكلات الغدة الدرقية والتوتر في أن تستمر فترات الطمث لفترة أطول و/أو تكون أكثر غزارة.
الحالات الصحية والعلاجات الطبية الأخرى
الطمث هو في الأساس بطانة زائدة للرحم يتم التخلص منها عبر المهبل. وهذا يعني أن المشاكل الصحية الأخرى التي تسبب زوائد في الرحم مثل الأورام الليفية أو السلائل قد تتسبب أيضًا في غزارة الدورة الشهرية. قد تتسبب أيضًا بعض أنواع وسائل منع الحمل مثل اللولب الرحمي النحاسي في غزارة الدورة الشهرية خلال الأشهر الثلاثة إلى الستة الأولى بعد إدخالها، قبل أن تنظم نفسها.
ماذا أفعل عندما تكون فترات الطمث لدي أكثر غزارة من المعتاد؟
وليس لمجرد أن دوراتنا الشهرية تبدو فقط أكثر غزارة مما هي عليه بالفعل، فإنها مع ذلك تمنعنا في بعض الأحيان من الانخراط في حياتنا اليومية. لقد مرّ الكثير منّا بمثل هذه المواقف: كـأن نتفقد البنطلون باستمرار في المرآة أو نستيقظ في حالة من الهلع في منتصف الليل، ثم نتنفس الصعداء عندما ندرك أن دورتنا الشهرية لم تفعلها كالمعتاد. لربما قد ألغيتِ خططكِ في يوم ما، فقط بسبب خوفكِ من أي حوادث مؤسفة محتملة. وعلى الرغم من أن العلم لم يجد طريقة لإيقاف الدورات الشهرية حسب إرادتنا، فهناك بعض الأشياء التي يمكنك تجربتها لتسهيل الأمر عليكِ في الأيام التي قد تشعرين فيها بأن الدورة الشهرية أغزر قليلًا من المعتاد.
استمعي إلى جسمكِ
على الرغم من أن غزارة الدورة الشهرية تعتبر حالة شائعة وغير ناتجة عن حالة مرضية كامنة، فمن المهم أن تتابعي تقلبات تدفق الدم خلال الدورة. فالاحتفاظ بمفكرة لتسجيل طول الدورة أو حتى استخدام تطبيق أو متتبع الدورة الشهرية سيساعدك على ملاحظة أي تغييرات مفاجئة في دورتكِ الشهرية. وإذا كنتِ تشعرين أن دورتك الشهرية تتغير فجأة أو أنكِ تعانين من أعراض شديدة لستِ معتادة عليها لمتلازمة ما قبل الحيض PMS، فيُستحسن مراجعة طبيبك للحصول على رأي طبي - حتى لو انتهى الأمر إلى عدم وجود شيء، لكنه شيئ جيد أحيانًا أن تشعري بأن كل شيئ على ما يرام.
استخدمي فوط ومنتجات الدورة الشهرية الأخرى المصممة خصيصًا للدورة الشهرية الغزيرة
إن العثور على أفضل منتج للدورة الشهرية والذي يكون مناسبا لك ولدورتكِ الشهرية قد يكون له تأثير كبير ليجعلك تشعرين بمزيد من الاسترخاء والراحة خلال الدورة الشهرية. لذا سواء كان ذلك يعني تجربة فوط أو سدادات قطنية ذات قدرات امتصاص مختلفة، أو حتى تجربة الفوط ذات الأجنحة لتوفير توفق وأمان أكثر، فإن العثور على منتجات الدورة الشهرية التي تمنحكِ شعورًا رائعًا وتساعدكِ في التعامل مع مقدار الدم المتدفق لديكِ بشكل خاص سيُحدث فرقًا حقيقيًا عند تعاملك مع الدورات الشهرية الغزيرة.
اسألي الطبيب للحصول على المشورة
على الرغم من أننا اكتشفنا أننا في معظم الأوقات نشعر بأن الدورة الشهرية أكثر غزارةً مما هي عليه في الواقع، إلا أنه قد يكون لديكِ دورة شهرية غزيرة بالفعل. إذا لاحظتِ وجود بُقع في ملابسك أو ملاءات سريرك باستمرار على الرغم من استخدام منتجات الدورة الشهرية أو إذا رأيتِ في أوقات كثيرة تكتلات دموية سميكة أثناء الدورة الشهرية، فيُستحسن حجز موعد لزيارة الطبيب. ورغم أن هذا لا يزال يعني أنه لا يوجد شيء خطير أو يستدعي القلق، إلا أنه إذا كانت دوراتك الشهرية تزعجكِ أو تعيق حياتكِ، فإن زيارة الطبيب قد تكون مفيدة ومطمئنة بالفعل.
سيتغير تدفق الدورة الشهرية لدى كل امرأة على مدار حياتها؛ بدءًا بالدورة الشهرية الأولى وانتهاءً بمرحلة ما قبل انقطاع الطمث وجميع الأوقات بينهما! وفي حين أن التعامل مع الدورات الشهرية الأكثر غزارة قد يكون محبطًا، إلا أن معرفة المزيد عن دورتكِ الشهرية وملاحظة إذا حدثت ظواهر غير طبيعية يعتبر طريقة رائعة للشعور بالسيطرة على ما يحدث في جسمك والوعي به. من المفيد أيضًا تذكر أن التدريب يؤدي إلى الكمال - والتعود على طبيعة تدفق الدم لديكِ ومعرفة أفضل طريقة للتعامل معه ومع جسمك سيجعلك تقطعين شوطًا طويلاً في هذه الرحلة بالفعل. وإذا كنتِ تشعرين بالقلق (سواء كثيرًا أو قليلًا)، فيمكنكِ دائمًا الذهاب إلى طبيبك وطلب سماع رأيه الطبي.
وإذا كنت ترغبين في معرفة المزيد عن دورتكِ الشهرية والطرق التي يمكن أن تؤثر بها عليكِ، فلم لا تطلعي على محتوى صفحات موقعنا بخصوص طرق تخفيف ألم الدورة الشهرية وأسباب ألم الدورة الشهرية؟إخلاء المسؤولية الطبية
المعلومات الطبية الواردة في هذا المقال هي مصدر للمعلومات فقط، ولا يجب استخدامها أو الاعتماد عليها لأي أهداف تشخيصية أو علاجية. يرجى استشارة طبيبك للحصول على الإرشادات حول أي حالة طبية معينة.
[المراجع]
[1] [3] https://www.cdc.gov/ncbddd/blooddisorders/women/menorrhagia.html