ما هي الدورة الشهرية؟

لنبدأ بالحقائق الأساسية: عادةً ما يحدث الحيض (وهو الوقت الذي تنزفين فيه، والمعروف أيضًا بالدورة الشهرية) مرة واحدة في الشهر. غالبًا ما تبدأ الدورات الشهرية في مرحلة ما من البلوغ، في عمر 11 إلى 14 عامًا تقريبًا، على الرغم من أنها قد تبدأ مبكرًا في عمر 8 أو 9 أو حتى 15 أو 16 عامًا. ^[1] إن الدورة الشهرية عملية طبيعية وعادية تمامًا، فهي طريقة تعبير جسمكِ عن مقدرته على التعامل مع الحمل. ولكن لا تقلقي، فهذا لا يعني أنه يجب عليكِ إنجاب طفل بعد!

وكما هو الحال مع معظم العمليات الطبيعية في الجسم، ستختلف دورة الحيض لدى كل منا، ولكن معظمها سيتبع نمطًا مشابهًا.

لا يسعني إلا أن أؤكد لكِ أن الدورة الشهرية تختلف في الطول والتدفق لدى كل منا! بل إنها قد تتغير مع تقدمنا في العمر - ففي الحقيقة ليس بيدنا حيلة. وبوجه عام، تحدث الدورات الشهرية كل 21 إلى 40 يومًا. ^[1]

واليوم الذي تبدأ فيه الدورة الشهرية يُحسب على أنه اليوم الأول من دورة الحيض. هناك نطاق واسع مما يعتبر دورة "طبيعية" - لذلك حاولي ألا تقارني مواعيد أو عدد الأيام مع غيرك حيث تعمل جميع أجسامنا بشكل مختلف!

ومن ناحية أخرى، قد تعاني أحيانًا من عدم انتظام الدورة الشهرية بالكامل وقد لا تتبع نمطًا ثابتًا على الإطلاق. قد يحدث وأن تكون التبقيع (الاستحاضة) الدورة الشهرية غزيرة للغاية، أو قد تأتي لمدة يوم واحد أو حتى يمكنك استقبال دورتين في الشهر الواحد. قد يبدو هذا مزعجًا ومقلقًا في نفس الوقت، ولكنه غالبًا ما يكون علامة على تكيف جسمك مع مستويات مختلفة من الهرمونات. من المفترض أن تنظم دورتك الشهرية نفسها بشكل طبيعي في نهاية الأمر، ولكن إذا لم تفعل ذلك، فمن الأفضل مراجعة طبيبك للتأكد من سلامتكِ.

يمكن تقسيم الدورة الشهرية تقريبًا إلى 4 مراحل مختلفة، ولكل منها وظيفتها الخاصة. هل تشعرين بالفضول؟ لنلقِ نظرة فاحصة على ما يحدث فيهم جميعًا!

مرحلة الحيض

تبدأ المرحلة الأولى من الدورة الشهرية في اليوم الذي يأتيك فيه الحيض ولا غرابة إذن في تسميتها بمرحلة الحيض! ويحدث ذلك عندما لا تخصب الحيوانات المنوية البُويضة التي تنطلق إلى الرحم.

فالانخفاض في مستويات هرمونات الإستروجين والبروجستيرون يحفز جسمكِ على التخلص من البطانة الرحمية السميكة والبُويضة غير المخصبة عبر المهبل كدم الدورة الشهرية. وعادةً ما يستمر النزيف حوالي 3-8 أيام. ^[2] قد تجدين أنك تعانين نزيفًا أغزر خلال أول يومين من دورتكِ الشهرية.

وقد تشعرين بألم خفيف في أسفل بطنك خلال دورتكِ الشهرية وقبل ذلك مباشرة. ويُعرف هذا باسم أمغاص الحيض، وغالبًا ما يحدث بسبب إنقباض الرحم من أجل التخلص من بطانة الرحم. على الرغم من أن آلام الدورة الشهرية ليست بالضبط ما نسعى إليه، إلا أنها شائعة للغاية! ولكن لا داعي للقلق، يمكن أن تقلل التمارين الرياضية ومسكنات الألم المتاحة دون وصفة طبية من الشعور بعدم الارتياح بشكل ملحوظ - هذا ومن الأفضل التحدث إلى طبيبك، إذا كان الألم شديدًا جداً.

مرحلة الحوصلة

تبدأ مرحلة الحوصلة أيضًا خلال دورتكِ الشهرية (لذلك نعم، هناك بعض التداخل) وستستمر حتى يفرز المبيضان بويضة جديدة. في مرحلة الحوصلة، يُنتج دماغكِ هرمون يُسمى الهرمون المُحفز للحوصلة (FSH) ويرسل إشارات إلى المبيضين لتحضير البُويضة لمرحلة التبويض.

والارتفاع المفاجئ في هرمون الإستروجين الذي يحدث أثناء هذه المرحلة يعني أن بطانة الرحم تبدأ في زيادة سمكها مرة أخرى. تستمر مرحلة الحوصلة حتى يحدث التبويض، وقد تستغرق هذه المرحلة أي وقت من (10) إلى 17 يومًا، بحسب طبيعة دورتك. ^[3]

مرحلة التبويض

ربما خمنتِ ذلك من الاسم، ولكن هذه المرحلة هي التي تحدث فيهاعملية التبويض. وهو ما يحدث في الأساس عندما يطلق أحد المبيضين الحوصلة (التي تحتوي على بويضة) في قناة فالوب.

يحدث التبويض بسبب ارتفاع مستويات الإستروجين، الذي يُحفز الدماغ لإنتاج هرمون آخر يُسمى الهرمون الملوتن (LH). ومع استمرار زيادة كمية الهرمون الملوتن (LH) في جسمك، يتم تحفيز التبويض وتبدأ البويضة في رحلتها عبر أنابيب فالوب وباتجاه الرحم. خلال هذه المرحلة، ستكونين في أعلى درجة من الخصوبة ولديكِ أعلي فرص للحمل.

قد تلاحظين خروج إفرازات بيضاء سميكة وتشعرين بزيادة رغبتكِ الجنسية؛ فهذه هي طريقة جسمكِ لإخباركِ بأن الوقت الآن مناسب لإنجاب طفل.

مرحلة الجسم الأصفر

أثناء التبويض، تتحول الحوصلة (التي تحتوي على البُويضة) إلى كتلة من الخلايا تُعرف باسم الجسم الأصفر. ثم تبدأ هذه الكتلة في إطلاق هرمون البروجستيرون بالإضافة إلى الإستروجين.

إذا تم تخصيب البويضة، فإن البروجستيرون الذي يفرزه الجسم الأصفر يساعد على دعم المراحل المبكرة من الحمل. ولكن، إذا لم تُخصب البُويضة، فإن الجسم الأصفر يتفتت والانخفاض في مستوى البروجستيرون يتسبب في تساقط بطانة الرحم وتحفيز الحيض. ^[4]

قد تلاحظين بعض التغييرات العاطفية والجسدية خلال هذه المرحلة. قد تشعرين بقليل من الانتفاخ والغثيان، وقد يكبر ثدياك وقد تصابين بالإسهال أيضًا. قد تشعرين أيضًا بالحزن أو الضيق أو الرغبة في البكاء. هذه الأعراض شائعة وتُعرف باسم متلازمة ما قبل الحيض أو PMS.

وبعد مرحلة الجسم الأصفر، تبدأ الدورة بأكملها من جديد!

تتكرر دورة الحيض حوالي 450 مرة (نعم، حقًا) في حياتك حتى تصلين إلى مرحلة انقطاع الطمث وتتوقف الدورات الشهرية في نهاية المطاف. ^[5] هناك الكثير من الأمور التي يجب معرفتها وهضمها، ولكن لحسن الحظ يقوم بها الجسم تلقائيًا (شكرًا لله!). وعلى الرغم من أنكِ لستِ مضطرة إلى التفكير في ذلك كل يوم، فإن فهم دورة الحيض يمكن أن يساعدكِ على تقدير كيفية عمل جسمكِ بشكل أفضل. إذا كنتِ ترغبين في قراءة المزيد عن التعايش مع فترات الحيض، فراجعي صفحاتنا عن طرق تخفيف ألم الدورة الشهريةوأعراض اقتراب موعد الدورة الشهرية.

المعلومات الطبية الواردة في هذا المقال هي مصدر للمعلومات فقط، ولا يجب استخدامها أو الاعتماد عليها لأي أهداف تشخيصية أو علاجية. يرجى استشارة طبيبك للحصول على الإرشادات حول أي حالة طبية معينة.

[المراجع]

^[1]  https://kidshealth.org/en/kids/when-period.html

^[2]  https://www.nhs.uk/conditions/periods/

^[3]  https://www.mayoclinic.org/healthy-lifestyle/womens-health/in-depth/menstrual-cycle/art-20047186

^[4]  https://intermountainhealthcare.org/blogs/topics/intermountain-moms/2014/02/ovulation-made-simple-a-four-phase-review/

^[5]  source-6https://www.betterhealth.vic.gov.au/health/conditionsandtreatments/menstrual-cycle

^[6]  source-6https://www.helpingwomenperiod.org/7-amazing-facts-about-periods-that-everyone-needs-to-know/