كيف تتأثر الخصوبة ببطانة الرحم المهاجرة؟

قد يكون التعامل مع بطانة الرّحم المهاجرة وحده أمراً مقلقًا، خاصةً عندما يقترن بمخاوف حول كيفية تأثيره على فرصك في إنجاب الأطفال. إذا كنت تشعرين بالقلق بسبب بطانة الرحم المهاجرة أو الخصوبة (أو كليهما)، فقد تريدين العزلة. ولكن هناك طرق عديدة للتعامل مع هذه الأمور، مثل مشاركة مشاعرك أو التكلّم عنها مع شخص تثقين به مثل زوجك، صديقة مقربّة، أو طبيبك حتى تشعرين بالدعم والطمأنينة في ما قد يبدو وقتاً عصيباً.

ربما سمعت الكثير عن بطانة الرحم المهاجرة من مصادر مختلفة، ولكن قد لا تعرفين ماهيته أو كيف يمكن أن يؤثر على خصوبتك. بطانة الرحم المهاجرة هي حالة تدفع بأنسجة مختلفة، مثل بطانة الرحم، إلى النمو في أماكن غير مكانها الأساسي. يُعتقد أيضًا أن هذا النمو الزائد للأنسجة قد يؤثر على خصوبتك. عندما ينزف هذا النسيج، مثلما يحدث في وقت الدورة الشهرية، لا يتمكن الدم من مغادرة جسمك بسهولة، وهذا يمكن أن يسبب الألم والتورم.

ولكنّ على الرغم من أن تقلصات الدورة الشهرية الروتينية أمر طبيعي، إلا أن الألم الشديد، سواء أثناء الدورة أو قبلها، ليس شيئًا يجب تحمله باستمرار. لذا، إذا شعرت أنك تتألمين بشكل كبير من آلام الدورة الشهرية، فمن الجيد مراجعة طبيبك للحصول على بعض النصائح الطبية.

بطانة الرحم المهاجرة هي من الحالات الأكثر شيوعا خلال سنوات الإنجاب (بين الدورة الشهرية الأولى و انقطاع الطمث)، وتشير الدراسات إلى أن نحو 176 مليون امرأة في العالم يعانين منه.^[1] نظرًا لأن بطانة الرحم المهاجرة هي أكثر انتشارًا عندما ترغب النساء بالحمل، فمن المهمّ معرفة كيف يمكن أن يؤثر ذلك على الخصوبة.

الحمل وبطانة الرحم المهاجرة

في حين لا يزال هناك الكثير من المعلومات المجهولة حول الخصوبة وبطانة الرحم المهاجرة، أظهرت الأبحاث أن النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة قد يجدن صعوبة في الحمل. لا تزال الأسباب غير معروفة، ولكن هناك بعض التفسيرات المحتملة:

• نمو بعض الأنسجة الإضافية في قناة فالوب نتيجةً لبطانة الرحم المهاجرة يمكن أن يمنع البويضة من التحرك إلى أسفل قناة فالوب ومنع خصوبتها^[2]
• الالتهاب الناتج عن بطانة الرحم المهاجرة يمكن أن يقلل من جودة البويضة أو يمنع زرع الجنين ^[3]

• على الرغم من أنه قد يكون من الصعب عليك الحمل إذا كنت تعانين من بطانة الرحم المهاجرة، فمن المهم معرفة أن بطانة الرحم المهاجرة لا تعني بالضرورة العقم. إذا كنت تعانين من هذه المتلازمة، من المهمّ تذكر أنّ الحمل قد لا يزال ممكناً. يمكنك دائمًا استشارة طبيبك لإرشادك حول خيارات أو علاجات الخصوبة المختلفة التي قد تكون قادرة على مساعدتك.

تعاني الكثير من النساء من بطانة الرحم المهاجرة والعقم. يمكن أن يشعرك هذا بالوحدة، والكلام عنه قد يكون صعباً ولكن التكتم عن مشاعرك قد يكون أكثر ضرراً. حاولي معرفة ما هي الخيارات المتاحة أمامك من خلال التحدث إلى الأطباء، مع الإعتماد على الأقارب والأصدقاء للدعم المعنوي اللازم.

في نهاية المطاف، من خلال فتح حوار عن هذه المواضيع يمكننا كسر المحرمات وتقريب ومساعدة العديد من النساء اللواتي يعانين من الأمر عينه، بصمت.

المساعدة والمشورة في هذه الأوقات الصعبة مهمة جداً ومتاحة للجميع، فلا تتغاضي عنها. تذكري، الأهمّ هو أنّ تتقبلي وتحبي نفسك، وتستمعي إلى قلبك. من المفيد أيضاً كتابة ما تريدين قوله، فهذا الأمر يساعد في إظهار كافة مشاعرك. إذا أنت جاهزة لمشاركتنا قصتّك، نريد الإستماع إليها. للمزيد من المعلومات، تصفحي موقعنا لمقالات عن الخصوبة والحمل والدورة الشهرية.

يتم توفير المعلومات الطبية الواردة في هذه المقالة كمصدر معلومات فقط، ولا يجب استخدامها أو الاعتماد عليها في أي أغراض تشخيصية أو علاجية. يرجى استشارة طبيبك للحصول على إرشادات حول حالة طبية معينة.

^[1]  http://endometriosis.org/endometriosis/

^[2]  http://endometriosis.org/endometriosis/infertility/

^[3]  Sanchez, Ana Maria et al. “Is the oocyte quality affected by endometriosis? A review of the literature.” Journal of ovarian research vol. 10,1 43. 12 Jul. 2017.